يكشف الكاتب الصحفي عبد السﻼم الوايل أن سلوك وزارة الصحة وراء هروب عالم الطب المصري الدكتور علي محمد زكي، مكتشف فيروس كورونا عام 2012 في حالة مريض من بيشة، مشيراً إلى أن الوزارة اضطهدت زكي ﻷن الفيروس تم اكتشافه من قبل مستشفى خاص وليس معامل الوزارة، وفي مقاله "لماذا هرب مكتشف كورونا؟" بصحيفة "الشرق" يقول الكاتب: "بدﻻً من اﻻحتفال بعالم طب يضمه مستشفى سعودي، ضايقت وزارة الصحة الدكتور علي محمد زكي، مكتشف الفيروس الجديد من عائلة كورونا والذي سبق له أن تعرض لتحقيق ومضايقة سابقة من ذات الوزارة على اكتشافه وجود فيروس حمى الضنك في السعودية.. سأبدأ بسرد حكاية الدكتور علي مع الفيروسات في بلدنا و(الرعاية) التي لقيها من وزارة الصحة جراء اكتشافاته"، ويمضي الكاتب قائﻼ " استقطب مستشفى الدكتور فقيه في جدة الدكتور علي زكي المتخصص في اﻷحياء الدقيقة سنة 1993 ليعمل في حقل الفيروسات"، ويضيف الكاتب: "في 2005-2006، اكتشف زكي بمساعدة باحث فرنسي، أن هؤﻻء المرضى تعساء الحظ مصابون بفيروس جديد من عائلة فيروسات حمى الضنك، وأطلق على الفيروس الجديد اسم (الخمرة) نسبة لمنطقة الخمرة في جدة، حيث سجلت أول حالة مصابة به.. كان اﻻكتشاف مهماً للتعامل مع الحاﻻت المرضية، إذ لم يكن المرضى يحصلون على العﻼج المﻼئم ﻷن اﻷطباء لم يكونوا قادرين على تشخيص المرض.guryatالمتوقع طبقاً لهذا الفتح من الدكتور زكي أن تعمد وزارة الصحة إما ﻻستقطابه لمختبراتها أو أن تقدم منحة مالية للمختبر الذي يعمل به كتقدير لﻼكتشاف الحاسم الذي ساعد في إنقاذ كثيرين. لكن الذي حصل العكس. فقد أخطر مستشفى فقيه الدكتور بعزمه إغﻼق المختبر بحجة ضغط النفقات، أرسل الدكتور أسرته للقاهرة وتهيأ لﻼلتحاق بها. لكن وزارة الصحة أخبرته قبل موعد رحيله بيوم أنه ممنوع من السفر وأنه رهن التحقيق.guryatقضى ستة أشهر في جدة بﻼ عمل وغير قادر على العودة لبﻼده، يقول (الدكتور زكي) ﻹذاعة هولندا: انتهيت إلى الشارع ﻻ عمل وﻻ دخل مالي وأسرتي غادرت إلى مصر، هكذا عشت لمدة نصف عام قبل أن تصلني رسالة بأن المستشفى قد قرر استيعابي في وظيفة بالمعمل.. رجع إلى العمل إذن وأتيح له العمل بالمختبر من جديد ليتفحص الفيروسات ويعمل عليها"، ثم يورد الكاتب حكاية اكتشاف فيروس " كورونا" ويقول " في صيف 2012، أدخل مريض ستيني من بيشة لمستشفى فقيه.. كان المريض يعاني التهابا حادا في الجهاز التنفسي. أجرى زكي للمريض تحليل لعاب لفحص فيروسات أنفلونزا الخنازير والطيور وغيرهما من فيروسات اﻷنفلونزا فكانت النتائج تبين أن المريض سليم من كل هذه الفيروسات.. أرسل عينة لمختبرات وزارة الصحة، فعملت فحصاً واحداً على أنفلونزا الخنازير وحين ظهور النتيجة سلبية تركوا الحالة"، ويضيف الكاتب "بحكم خبرته السابقة، شك الدكتور زكي أن المريض مصاب بنوع غير معروف من الفيروسات.. شك بالفيروسات التاجية (كورونا)، فأجرى فحص العينة لتأتي النتيجة إيجابية وأرسل عينة للفحص في مختبر هولندي للتأكد، فأكدوا صحة نتائجه بإصابة المريض بفيروس جديد من عائلة كورونا، فأعلن الطبيب نتائجه عبر وسيلة تواصل بين اﻷطباء عن اﻷمراض المعدية تسمى بروميد ProMED "، ويرصد الكاتب سلوك وزارة الصحة ويقول " كيف تصرفت وزارة الصحة حيال الطبيب؟في اليوم التالي ﻹعﻼنه نتاج فحوصاته، زار فريق من وزارة الصحة الطبيب وفتحوا معه تحقيقاً.. سألوه لماذا يزرع الفيروسات؟! غادر جدة في اليوم التالي خوفاً من تكرار تجربة 2007. بعد مدة، أخبره مستشفى فقيه باﻻستغناء عن خدماته بسبب ضغوط وزارة الصحة!"، ويعلق الكاتب على سلوك الوزارة بقوله " ربما أن الوزارة تريد أن يسمع المجتمع عن مؤتمراتها وورش عملها وندواتها وافتتاحها للمستشفيات وبنائها للمرافق الصحية. وهذه كلها أمور محمودة بﻼ شك. لكن، التحسس من اﻷخبار السلبية للقطاع، مثل اكتشاف فيروس جديد على يد قطاع خارج الوزارة، ﻻ يجب أن يجعل الوزارة تضطهد المكتشف مستعملة نفوذها بوصفها السلطة المختصة بأمور الطب"، وينهي الكاتب قائﻼ " ليست وزارة الصحة نبتاً غريباً، بل هي تعبر عن نمط محبط لﻺدارة السعودية. نمط يمكن تسميته بـ: لحد يدري".
منقووول على حظ المسولف هههههههه