نبذه عن الامير الشاعرمحسن الهزاني.. أسطوره الغزل
مخترع المسحوب والمروبع وأوزان السامري..
هو محسن بن عثمان الهزاني البدري الاشجعي - شاعر علم - من "الهزازنه" أمراء"الحريق" ولد في النصف
الأخير من القرن الثاني عشر الهجري ، وتولى إماراة "الحريق" فترة ثم أعتزل مفضلاً التفرغ
للشعر فقد كان الهزاني شاعراً أدبياً باحثاً مطلعاً.
يسميه بعض الرواة "محيسن "تصغير محسن "وبعضهم أسموه بعبد المحسن
والمعنى واحد أما عن شاعريته.. فهو شاعر الغزل الكبير، أشتهر شعره بين الناس وأصبح
شعره مضرباً للمثل في كل زمان ومكان حتى قيل :"لو كنت الهزاني" ، لكل من أولع
بالغرام أو أشتهر بالغزل.. ووصل الرواةإلى حد القول أنه لم يكن يتمنى شيئاً إلأا حصل عليه
في أمور الحب والغرام لدرجة أن أحدهم أخفى - أبنته - على حد قول الرواة- اخفاها
في جوف مغارة في بئر كبير لكي لا ترى الهزاني ولا يراها فيشغلها حبه ..
وكانت خادمتها تمشطها بالمغارة وتقول:
أصفر مع أصفر ليت محسن يشوفه
توه على حد الغـرض مـا بعـد لمـس
وكان الهزاني قد وصل إليها سعياً بالمغارة أثناء إنشاد الخادمة للبيت فأجابها:
مريت مـن ريقـه وهزيـت عـوده..
ووصلتها غصبٍ ومنّه هله دمس.
يقول الرواة ان هذه الفتاه قتلها عشقها للهزاني .. ويعتقد أن هذه الحكاية قد لعب الخيال
بها دوراً كبيراً إلا أنها تدلنا على مكانة الهزاني التي وصل إليها والتي كانت تسمح
لتصديق مثل هذه الروايات الخياليه..
برع الهزاني بالغزل ووصل إلى مكانة كبيرة فيه لدرجة لم يصلها شاعر قبله حتى أنه
صبغ عصره بصبغته وأثر على الشعراء الذين عاصروه فنهجوا نهجة وأثر على من جاء بعده
فسار على طريقته وللهزاني مع الشعر قصة طريفة في بداياته الأولى حينما أرسله والده ...
"للكتاتيب" ليتعلم مبادئ الكتابة والقراءة فأراد الأستاذ "الملا " تدريسه فقال له :
قل "ألف " فقال الهزاني:
ألف وليف الروح قبل أمس زرناه
غرون يسلي عن جميـع المعانـي
فقال له الشيخ : قل باء فأجاب الهزاني :
البـاء بقلبـي شيـد القصـر مبنـاه
وأدعي مباني غيرهم مر مهاني
فقال له الشيخ : قل تاء فاجاب الهزاني :
التا تراني كل ما أوحيت طرياه
افز لو حلو الكرى قـد غشانـي
حتى انتهى " الهزاني " من حروف الهجاء وفرغ الهزاني من نظم القصيدة فقال
المطوع له : إرجع لوالدك فلست بحاجه إلى الدراسة!!
إمتاز الهزاني عن غيره من شعراء النبط بالتصريح بغزلياته وعذوبتها ولم يكن هذا اللون
معروفاً قبله فصبغ العصر بصبغته فسمي بعصر الهزاني لأن تأثيره كان قوياً على
شعراء وقته ويرجع الفضل للهزاني بإدخال الغزل كغرض أساسي للشعر النبطي بعد
أن كان غرضاً ثانوياً يحاول أكثر الشعراء الإبتعاد عنه..
وللهزاني أيضاً فضل على الشعر النبطي فقد أدخل الأوزان " السامرية" كما أنه أول من
أدخل نظام القافيتين على الشعر النبطي خارجاً بذلك القاعدة الهلالية بالنظم
حيث كان الشعراء قبله يعتمدون طريقة بني هلال بالنظم على القافية واحدة
فأدخل الهزاني بحر المسحوب ذا القافيتين الملزمتين وأصبح الشكل معتمداً بعده .. كقوله:-
من ناظري دمعـي علـى الخـد مسكـوب
ومن الحوادث شاب راسـي وأنـا شـاب
لا لــذلـــي زادٍ ولا حـــلـــو مـــشـــروب
ولا لمـوق العـيـن طـيـب الـكـرى طــاب
لا شـك مـا يجـري علـى العبـد مكـتـوب
طـول الزمـان وكـل شـيءٍ لــه أسـبـاب
وانا سبـب قتلـي ضحـى شفـت رعبـوب
يضحك ويومي لي وهو من ورى الباب
مـن قبـل شوفـي لـه وأن كــان أبـتـوب
ومـتـركٍ عـنـي هـــوى تـلــع الأرقـــاب
وأدخل الهزاني على الشعر النبطي النظم " المروبع " لكل بيت أربع أشطر مستخدماً
فيه الجناس اللفظي تلويناً للشعر النبطي وزخرفةٍ له ورغم أن بعض النقاد عابوا
عليه ذلك على أساس أنه أفسد بساطة هذا الأدب إلاّ أن الهزاني نجح نجاحاً
عظيماً بهذا التلوين وسار على نهجه الكثيرون من شعراء عصره وكل من جاء بعدهم ..
يقول الهزاني بإحدى مروبعاته:
أهـيـم وأصـعـد مـرقـب الـغــي وأرقـــا
وانـوح مـن فـرط الجـوى نــوح ورقــا
واليـا كتبـت الـسـد عــن حـضـر ورقــا
إبــداه ذارف دمــع عيـنـي الـيـا ســـاح
طفـلٍ نشـا مــا شـيـف مثـلـه ولا شـهـد
ولا خـمـر لا تـريـاق ريـحـه ولا شـهــد
لا خـــد شـفـنـا مـثــل خـــده ولا شــهــد
ولا شمـمـنـا مـثــل ريــحــه بــالأريــاح
لا أبهى ولا أجمـل مـن ظبـيٍ اليـا أقبـل
لاقفـا خنيـن الجيـب يمشـي واليـا أقبـل
لا أهوى حدن غيره ولا أرضا ولا أقبل
لو كان عن عينـي لذيـذ الكـرى انـزاح
وبالرغم من التزام الهزاني بلزوم ما لا يلزم حين بحث عن الكلمات المترادفات
والتي تعطي معنى مغايراً إلاّ أن ذلك لم يؤثر على مستوى القصيدة
فقد صدرت عنه قوية معبرة.
-
-
-
الذيـب مـالـه قذلةٍِهلهلـيـه
....ولاله ثمـانٍ مفلجـاتٍ معاذيـب
والذيـب ماتمشطـه بالعنبريـه
..لاواهني من مرقده في حشا الذيب
فذعرت الام مما قال الطفل الذي لم يختلط بالنساء ، ولم يصل بعد لمرحلة التغزّل بهن،
ولكنها عوامل الوراثة من الاب الذي حرص بعد ذلك ان يذهب بطفله الى (( المطوع ))
علّه يتعلم شيئاً ينفعه ، وعندما راجع المطوع حروف الهجاء مع الطفل فوجىء باجاباته ،
فعندما قال له ((ألف)).. رد الطفل:
ألفٍ وليف الروح قبل أمس شفناه
غروٍ يسلي عن جميع المعانـي
فقال: (( قل باء)) ، فأجاب الطفل:
الباء بقلبي شيد القصر مبنـاه
وادعى مباني غيرهم مرهماني
فغضب المطوع وقال قل (طاء ياطفل) فأجاب :
الطاء طواء قلبي من البعد فرقاه
وياجعل يطوي قلبك الي طوانـي
زهق المطوع وقال انقلع الله يكفيني شرك وغد ..
ولما جاء أبوه ياخذه من عند المطوع أخبره المطوع باللي صار وقال
(أغسل أيدك منه .. ولدك هذا مابه طب)وأقتنع أن ولده (مولي .. بالغزل . . )
وأول ما صار شاب زوجه راس الذئب
تحياتي لكم واتمنى ان تحوووز ع ذوقكم الشعري الراقي